عبدالرحيم حسين، علاء المشهراوي (القدس المحتلة، رام الله)

طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، دول الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بالتدخل العاجل والملموس لوقف جرائم سلطات الاحتلال وسياساتها التعسفية والمتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين، وانتهاك حقوقهم الأساسية التي كفلتها القوانين والأنظمة الدولية.
وأكد عريقات، خلال لقاء مع سفراء وقناصل دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى فلسطين، أن القيادة الفلسطينية تبذل الجهود الحثيثة من أجل محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها قضية الأسرى. وأطلع عريقات المسؤولين الدوليين على أبرز الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال ومصلحة سجونها بحق الأسرى الفلسطينيين كالتعذيب والإهمال الطبي وغيرها، مستشهداً باستشهاد الأسير نصار طقاطقة قبل أسبوعين داخل العزل الانفرادي نتيجة تعرضه للإهمال الطبي المتعمد، مؤكداً أن استشهاده وعدم اكتراث الاحتلال لتدهور صحته يعتبر إعداماً مع سبق الإصرار والترصد، ويجب محاسبة الاحتلال.
من جهة أخرى، قدم المستشارون القانونيون في دائرة شؤون المفاوضات عرضاً شاملاً حول انتهاكات سلطات الاحتلال المستمرة لحقوق الأسرى الفلسطينيين المحمية بالقانونين الدولي والدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وميثاق الأمم المتحدة وغيرها من القرارات الدولية.
وأشاروا إلى خرق إسرائيل للاتفاقات الدولية التي وقعتها وصادقت عليها كالاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، والمعاهدة الدولية للحقوق السياسية والمدنية، مؤكدين أنه منذ عام 1967 استشهد في سجون الاحتلال ما لا يقل عن 200 أسير منهم 78 أسيراً استشهدوا نتيجة القتل المتعمد، و60 أسيراً استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي، و73 أسيراً استشهدوا نتيجة التعذيب، إضافة إلى 8 أسرى استشهدوا نتيجة إطلاق النار المباشر.
وطالب المشاركون في اللقاء دول الاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية الدولية بفتح تحقيق بالجريمة النكراء التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق الشهيد طقاطقة، ومحاسبة سلطات الاحتلال على جميع جرائمها بحق الأسرى، مؤكدين أن صمت المجتمع الدولي بمؤسساته الحقوقية والإنسانية على الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة لحقوق الأسرى يشجع حكومة الاحتلال على الاستمرار في التنكيل بهم وبذويهم، وبمواصلة سن التشريعات العنصرية بحقهم، ومن بينها اقتطاع مخصصات الأسرى وعائلاتهم، وبالتالي حرمانهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها الشرائع القانونية كافة.
وفي سياق آخر، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، أمس، إثر قمع جيش الاحتلال لمتظاهرين متضامنين مع أهالي «واد الحمص» في بلدة «صور باهر» شرق القدس المحتلة. وأدى مئات المواطنين صلاة الجمعة بين طرفي الجدار العنصري الذي يفصل أراضي «واد الحمص» عن بعضها البعض دعماً وإسناداً لأهالي الحي. وهذه الجمعة الثامنة على التوالي التي تقام فيها صلاة الجمعة، رفضاً لاستكمال سياسة الهدم والتهجير، ووقف عمليات الهدم المعتزم تنفيذها لاحقاً في المنطقة.
وأطلق جيش الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الفلسطينيين فور انتهاء صلاة الجمعة، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، كما اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية.
وفي قطاع غزة، أصيب 3 فلسطينيين بالرصاص الحي و14 آخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بينهم طفل وفتاة وصحفي، والعشرات بالاختناق أمس، خلال مهاجمة قوات الاحتلال الإسرائيلي للمشاركين في المسيرات الأسبوعية السلمية التي تقام أيام الجمعة من كل أسبوع شرقي قطاع غزة.